Me

Me Slideshow: Maro’s trip from Jeddah, Saudi Arabia to 7 cities , Cairo, Syria, Medina, Yanbu, Dayr aţ Ţābiyāt (near Lattakia) and Zagazig was created by TripAdvisor. See another Egypt slideshow. Create your own stunning free slideshow from your travel photos.

الجمعة، ٥ شعبان ١٤٣٤ هـ

فتنة مقتل عثمان

فتنة مقتل عثمان

فتنة مقتل عثمان هي أولى الفتن التي وقعت في الدولة الإسلامية، وتعرف كذلك بـالفتنة الأولى، وهي بداية لأحداث جسيمة عُرفت في التاريخ الإسلامي بـالفتنة الكبرى. أدت إلى مقتل الخليفة عثمان بن عفان في سنة 35 هـ، ثم تسببت في حدوث اضطرابات واسعة في الدولة الإسلامية طوال خلافة علي بن أبي طالب.

بداية الفتنة

لم يغير عثمان الولاة الذين عينهم عمر بن الخطاب عند توليه الخلافة وذلك لوصية عمر بان يبقي على ولاته في مناصبهم لمدة سنة بعد وفاته خشية من تغيير مستعجل يضطرب له أمر المسلمين[1].
وكان ولاة عمر على الأمصار:
على مكة نافع بن عبد الحارث الخزاعي
على الطائف سفيان بن عبد الله الثقفي
على صنعاء يعلى بن منية
على الكوفة المغيرة بن شعبة
على البصرة ابو موسى الاشعري
على مصر عمرو بن العاص
على حمص عمير بن سعد
على دمشق معاوية بن ابي سفيان
على فلسطين عبد الرحمن بن علقمة
على البحرين عثمان بن ابي العاص الثقفي
وأغلب هؤلاء العمال ليسوا من قريش،وليس فيهم أحد من عشيرة عمر. حيث كان عمر يختار ولاته على أسس الكفاءة وكان يراقب عماله في أمور الدين والدنيا ولا يتأخر في عزل من ثبت تقصيره.
لم يكد ينفق العام الأول من خلافة عثمان حتى خرج مما التزم من وصية عمر بإقرار العمال عاما كاملا على أعمالهم من دون تغييرهم. فباشر سلطته في العزل والتوليه. كانت الولايات تختلف فيما بينها من ناحية الأهمية اختلافا شديدا. فكان لبعضها خطرا سياسيا وإداريا وعسكريا. وهي تلك الولايات البعيدة التي حررت من السيطرة الرومية والفارسية وكانت أربعة : الشام ومصر والكوفة والبصرة.
وكانت كل واحدة من هذه الولايات تواجه جبهة مفتوحة نتيجة حروب المسلمين المستمرة المسمى ب"الفتوحات". وتقاد من هذه الولايات جيوش المسلمين المنطلقين إلى التحرير في الجهات الثلاثة. فكان بحر وبلاد الروم في مواجهة الشام، وكان البحر وشمال أفريقية في مواجهة مصر، وكان ما لم يفتح بعد من بلاد فارس أمام الكوفة والبصرة. إذن لا ريب أن تكون هذه الولايات الأربع موطن القوة الإسلامية العسكرية. إضافة لذلك فقد كانت هذه الولايات مصدرا لثراء المسلمين وفيها حضارات مستقرة وأراضي خصبة وكان تأتي منها كل غنائم الفتوحات الإسلامية في الشرق والغرب والشمال.
فنجد أن الخارجين من المدينة كانوا يتوجهون إلى هذه الأقاليم الأربعة. حيث كان الصالحون يلتمسون بها ثواب الآخرة في الجهاد والمشاركة في فتوحات المسلمين وكان المكتسبون يبتغون عرض الدنيا يتقلبون في تلك الأقاليم بين التجارة والزراعة وغير ذلك.
لم يلق عثمان بالا للولايات التي لم يكن لها خطر سياسي أو عسكري. وأبقى على عمال عمر في تلك الولايات ولم يغير منهم إلا قليلا. إلا انه سارع في تغيير العمال في الولايات الخطرة فور انتهاء العام الأول من حكمه. وفيما يلي ذكر مجريات الأحداث في هذه الولايات:
الكوفة
من أوائل التغييرات السياسية التي قام بها عثمان هو عزل المغيرة عن الكوفة وتولية سعد بن أبي وقاص عليها سنة 24 هـ وكان هذا التعيين بسبب وصية سابقة لعمر بن الخطاب. إلا أن إماره سعد على الكوفة لم تستمر طويلا. حيث اضطر عثمان إلى عزل سعد اضطرارا.
وقد كان سبب عزل سعد هو خلاف حدث بينه وبين عبد الله بن مسعود المسؤول عن بيت المال. حيث اقترض سعد من بيت المال وأعطى به على نفسه صكا. فطلب منه عبد الله بن مسعود بعد فترة أن يؤدي دينه فرفض سعد ذلك وطلب منه أن ينتظر حتى يتيسر له المال. الأمر الذي رفضه ابن مسعود فنشجب شجار بينهم انتهى لوصول الأمر لعثمان الذي سارع بعزل سعد وولى بدله الوليد بن عقبة سنة 26 هـ
لم يكن أهل الكوفة يطمئنون للوليد. لأنه كان من المذمومين في عهد رسول الله ونزل ذمه في القران. حيث غش الرسول وكذب عليه، وأنزل الله فيه قرانا فقال  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ   وكان هذا الفاسق المقصود هو الوليد
والوليد هو أخ عثمان بن عفان من أمه. وقد تكون هذه القرابة هي التي جعلت الوليد مفضلا على بقية أعلام المسلمين في إمارة أحد اخطر الأمصار وهي الكوفة. استاء أهل الكوفة من تولية الوليد عليهم فهم لم يكونوا يرون فيه الحاكم الكفء ولا صاحب الدين المستقيم. حتى صلى بالناس وهو سكران ،فذهب وفد من أهل الكوفة يشهد على الوليد بمعاقرة الخمر وجاؤوا بخاتمه الذي استلوه من يده وهو سكران دليلا على ذلك. الأمر الذي أثار غضب عثمان وعلي بن أبي طالب وكبار أعيان المدينة فقام بعزل الوليد وأتى به إلى المدينة حيث أقام عليه الحد. ونفذ فيه حكم الجلد الإمام علي.
وما كان من عثمان إلا أن ولى على الكوفة سعيد بن العاص بديلا عن الوليد سنة 30 هـ. استقبل أهل الكوفة سعيدا بكل رحابة وكانت الأمور تنبؤ بخير بما كان من توافق بين الأمير ورعيته. إلا أن هذا الحال التوافقي لم يستمر طويلا قبل أن يعكره سعيد بن العاص نفسه، ففي عام 33 هـ وفي أحد الليالي عندما كان الأمير جالسا مع كبار أهل الكوفة قال في خضم جدال طويل "انما السواد بستان لقريش" (يعني ان ارض العراق ملك لقريش) الامر الذي اغضب كبار اهل الكوفة الذين لم يتاخروا بالرد عليه وقالوا : "انما السواد فيء افاءه الله علينا، ومانصيب قريش منه الا كنصيب غيرها من المسلمين." فغضب صاحب الشرطة لان القوم ردوا ردا غليظا على الامير. فحدث تشاجر واشتباك بالايدي أدى إلى ضرب صاحب الشرطة واغمائه.
والظاهر ان مسئلة الارستقراطية القرشية وشعور القريشيين بتميزهم عن باقي المسلمين كان يجابه بمعارضة كبيرة من اهل الكوفة الذين كانوا يرون ان المسلمين سواسية في كل شيء.
كتب سعيد بن العاص إلى عثمان بما حدث. فارسل عثمان امره بإخراج الذين ردوا على الامير ونفيهم إلى شام عند معاوية لاستصلاحهم. وبالفعل أبعد هؤلاء القوم بالقوة عن اهلهم في الكوفة ووصلوا إلى معاويه الذي اسكنهم في كنيسة واحسن معاملتهم. وظل معاوية يدخل عليهم فيناظرهم ويعظهم ويذكرهم في فضل قريش على العرب فلم يقنعوا له، وردوا عليه قائلين بان الإسلام لايعرف لقريش فضلا غير ان النبي بعث منهم. وان انبعاث النبي من قريش لايبيح لها التحكم في رقاب الناس. كما ان لاحق لقريش بان تمتاز عن بقية العرب فكل الناس في الإسلام سواسية، بل انهم طلبوا منه ان يعتزل الامارة إلى من هو أقدم منه للإسلام عهدا وأكرم منه أبا، وأجدر منه ان يقيم حدود الله
ويظهر ان معاوية قد خاف منهم ان يحرضوا اهل الشام عليه. فكتب إلى عثمان يطلب منه ابعادهم عنه واعادتهم إلى الكوفة. فقبل عثمان بذلك. لم يكادوا يعودون إلى الكوفة حتى اطلقوا لسانهم في سعيد بن العاص وعادت المشحانات بينهم وبينه، فأعاد سعيد الكتابة إلى عثمان يشكو له منهم ويطلب منه ابعادهم عنه. فأمر عثمان بنفيهم مرة أخرى لكن هذه المرة كان النفي إلى الجزيرة عند عبد الرحمن بن خالد بن الوليد.
تلقاهم عبد الرحمن على عكس معاوية. فجعل يسومهم الخسف ويعظم لهم أمر نفسه وامر ابيه وامر قريش، لابالمناظرة والحجج الدينية وانما بالقول الغليظ والسيرة التي هي أغلظ من القول. وصار لا يركب الا وجعلهم يمشون خلفه، يؤنبهم ويزجرهم ويذلهم ويجعلهم للناس نكالا. فعندما زاد في اذيتهم أظهروا له الطاعة والقبول بسيادة قريش وتميزهم على العرب. وأرسلوا إلى عثمان مالك بن الحارث الأشتر يبين له طاعتهم فقبل عثمان ذلك، لكنهم ظلوا مقيمين عند عبد الرحمن لكن اقامتهم لم تطل
حيث قدم سعيد على عثمان في المدينة، فاستغل اهل الكوفة خروج سعيد منها فتجمعوا وأقسموا ان لايدخلها سعيد مرة أخرى وكتبوا إلى اصحابهم المنفيين عند عبد الرحمن، ففروا من عبد الرحمن واقبلوا مسرعين حتى دخلوا الكوفة. فكتب زعيم المنفيين العائدين إلى الكوفة كتابا إلى عثمان جاء فيه:
«من مالك بن الحارث الى الخليفة المبتلى الخاطئ الحائد عن سنة نبيه النابذ لحكم القران وراء ظهره. اما بعد فقد قرانا كتابك؛ فانهَ نفسك وعمالك عن الظلم والعدوان وتسيير الصالحين، نسمح لك بطاعتنا. وزعمت إنا قد ظلمنا انفسنا، وذلك ظنك الذي أرداك فاراك الجور عدلا والباطل حقا. واما محبتنا فان تنزع وتتوب وتستغفر الله من تجنيك على خيارنا، وتسييرك صلحاءنا، واخراجك ايانا من ديارنا، وتوليتك الاحداث علينا، وان تولي مصرنا عبد الله بن قيس ابا موسى الاشعري وحذيفة، فقد رضيناهما. واحبس عنا وليدك وسعيدك ومن يدعوك اليه الهوى من اهل بيتك ان شاء الله والسلام
فقبل عثمان بولاية أبو موسى مضطرا. وكان أبو موسى يمني من اصحاب النبي ولاه عمر البصرة.
مصر
كان عمر قد مات وعلى مصر عمرو بن العاص واليا عليها. فماكاد بعض الوقت من ولاية عثمان ينقضي حتى جعلت قرابة عثمان تنظر إلى أحد اهم امصار المسلمين نظرة لاتخلو عن الطمع والطموح إليها. وكانت مصر جبهة مفتوحة إلى أفريقية حيث لم يقصر عمرو في غزوها لفتحها والعودة من غزواته محملا بالغنيمة، متوليا مهمة فتح البلدان المجاورة طيلة سنين، إلا أن عثمان سرعان ماقرر كف عمرو بن العاص عن غزو أفريقية، وأرسل جيشا لا يذعن لسلطان الوالي بمصر وانما يتصل بالمدينة متخطيا عمرو بالعاص على غير المالوف. حيث ان قادة الامصار هم من يتولون قيادة الغزوات والفتوحات عادة. وكان المكلف بقيادة هذا الجيش عبد الله بن سعد بن ابي سرح وهو اخ عثمان بالرضاعة. ووعده بانه لو استطاع فتح أفريقية فله خمس الخمس(4%) من الغنيمة.
ومن الطبيعي ان يغضب عمرو لهذا التهميش. لان عثمان قد خس به عن نظرائه من العمال. فلم يكن عثمان يرسل الجيوش من قبله مباشرة إلى الثغور. وانما كان ذلك إلى العمال حيث يغزو معاوية الروم ويغزو عامل البصرة والكوفة فارس.
وقد نجح عبد الله بن ابي سرح في فتح الاراضي الواسعة من أفريقية والمجيء منها بعظيم الغنائم، وماان انتهى من غزوه ولاه عثمان خراج مصر (المسؤلية المالية للبلاد) تاركا لعمرو بن العاص مسؤليتها العسكرية. وكان لابد من حدوث الاختلاف بين عمرو وعبد الله. فكتب كلاهما إلى عثمان يشكو الاخر، وماكان من عثمان إلى ان عزل عمرو بن العاص عن مصر وسلمَ عبد الله بن ابي سرح امارة مصر كلها عام 27 هـ
لم يكن عبد اله بن سعد بن ابي سرح رجل صدق، ولم يكن المسلمين يرضون عنه، فهو كان من الذين اشتدوا على النبي واسرفوا في السخر منه، وقد أرتد بعد إسلامه واعلن كشفه عن زيف نبوة محمد واحل الرسول دمه وكاد يقتله عند فتح مكة لولا شفاعة عثمان له واعلان إسلامه. ولايوجد شك في كون سيرة عبد الله في مصر قد اصابت اهلها بالسخط عليه. فكان يكلفهم فوق مايطيقون ويتحملون ويتشدد في.حتى شكوه إلى عثمان. فكتب عثمان له يأمره بالرفق في رعيته فلم يحفل بذلك، وانما عاقب الذين شكوه وضرب منهم رجلا حتى قتله، وبذلك غضب اهل مصر غضبا عظيما وغضب معهم اعيان الإسلام في المدينة
الشام
كان معاوية بن ابي سفيان اعظم الولاة حظا من كل شيء في ايام عثمان. فكان عمر قد ولى معاوية حكم دمشق وولى اخوه يزيد بن ابي سفيان حكم الأردن، وعندما مات يزيد ضم عمر الأردن إلى سلطة معاوية فاتسع بذلك سلطانه. وبعد موت عمر كان معاوية من المقربين لعثمان حيث ان معاوية ابن عم عثمان فلم يقوم بتغييره كما فعل مع غيره. بل على العكس حيث ضم إلى سلطته الكبيرة اصلا فلسطين بعد موت حاكمها عبد الرحمن بن علقمة، ويقوم بعزل عمير بن سعد الانصاري حاكم حمص ويضمها إلى معاوية أيضا. وبذلك اجتمعت عند معاوية الاجناد الاربعة وبسط قوته على بلاد الشام كلها ليصبح ذا سلطة عالية لاينافسه فيها أحد.
وقد طال حكم معاوية للشام، فأحبه اهل الشام وأصبح لطول ولايته وحسن تدبيره لامور رعيته أشبه بالملك منه بالوالي. وكان عثمان إذا مااراد ان يسير أحد من المخالفين له والمعارضين لسياسته فانه كان يرسلهم إلى الشام عند معاوية، فقد كان حزم معاوية هو الملجا الذي كان عثمان يلجا اليه إذا اراد تاديب المعارضين له. ويبدو أن معاوية كان حازما حتى على عثمان نفسه. فهو كان يلتقي المنفيين الذين يرسلون اليهم لإصلاحهم، فاذا لم يقدر عليهم طلب من عثمان ان يخرجهم من عنده ولم يكن عثمان يرد له طلب. حيث كان معاوية شديد الخوف على اهل الشام فلم يكن يبقى اي أحد من المعارضين له بها خشية ان ينقلب اهل الشام ضده.
البصرة
كان ابو موسى الاشعري عامل عمر على البصرة. وابقاه عثمان على حكمه اعواما. والكثرة من اهل البصرة مضرية، وفيهم ربيعيون وفيهم قلة من اليمانية. ولامر مااحب عمر ان يولي رجلا من اليمن على البصرة، وكثرة اهلها مضرية، وان يولي رجلا ثقفيا وهو المغيرة بن شعبة الكوفة وكثرة اهلها يمانية؛ يريد بذلك في أكبر الظن ان يقاوم العصبية القبلية حتى يزيلها.
كان أبو موسى رجلا من اصحاب النبي مقدما فيهم، وقد استقامت امور البصرة في عهده اعواما، لم يشتكي فيها اهل البصرة من اميرهم ولم يشكوا الامير من رعيته. ولكن يبدو أن العصبية القبلية (والقرشية بالاخص) قد عادت في زمن عثمان. فقد كانت ثلاثة من الولايات الاربعة الكبرى يليها امراء من قريش اقرباء لعثمان: الوليد بن عقبة في الكوفة وبعده سعيد، ومعاوية بن ابي سفيان في الشام، وعمرو بن العاص في مصر وبعده عبد الله بن سعد بن ابي سرح.
فلم يبق الا ولاية واحدة من هذه الولايات الكبرى لم يل امره أموي ولاقرشي وانما وليه رجل من اهل اليمن، فكان مركز أبو موسى بين هؤلاء الولاة غريبا شاذا، حيث انه اليمني الوحيد الذي يلي ولاية ذات خطر. حتى جاء في أحد الايام رجلا مضريا من بني ضبة، هو غيلان بن خرشة الضبي فقال لعثمان: "اما لكم صغير فتستشبوه فتولوه البصرة؟ حتى متى يلي هذا الشيخ البصرة؟" ويبدو أن غيلان لم يكن وحده بل كان معه مجموعة من اهل البصرة اشتكوا أيضا على أبو موسى. فسارع عثمان في عزل أبو موسى وتوليه ابن خاله عبد الله بن عامر بن كريز عام 29 هـ، فدخل البصرة واليا عليها وهو ابن الخمس وعشرين عاما
السياسة المالية
كانت السياسة المالية لعثمان من اكثر الامور التي اثارت الراي العام المعاصر له، ويمكن ان نختصر سياسة عثمان المالية في انه كان يرى ان للخليفة الحق في أن يتصرف في الاموال المسلمين حسب مايراه من مصلحة، وانه مادام قد انقطع بحكم الخلافة لتدبير اموال المسلمين، فله ان ياخذ من اموالهم مايسعه ويسع اهله واقاربه ولايرى بذلك خطا. وانه لم يكن يرى للمسلمين حق في أن يعاقبوه أو حتى ان يراقبوه في تصرفه بالاموال فهو مسئول امام الله وحده
فهو قد اعطى مروان بن الحكم خمس (20%) الغنيمة التي غنمها المسلمين في أفريقية. كما اعطى عمه الحكم وابنه الحارث ثلاثمائة الف درهم، واعطى عبد الله بن خالد بن اسيد الاموي ثلاثمائة الف درهم، واعطى المزيد حتى رفض عبد الله بن الارقم المسؤل عن بيت المال تنفيذ الامر واستقال من مسؤليته، وعرض عليه عثمان 300 الف درهم فلم يقبلها ورفضها. كما اعطى الزبير بن العوام 600 الف درهم، واعطى طلحة بن عبيد الله 100 الف، واعطى سعيد بن العاص 100 الف، وزوج ثلاثا أو ارعا من بناته لنفر من قريش فاعطى كل واحد منهم 100 الف. واعطى غيرهم كثير
فقد كان عثمان يستبيح لنفسه هذا العطاء، ولم يكن يبيح لاحد الاعتراض عليه، وقد استباح حكام عثمان على الأقاليم الاخذ من بيت المال فكانوا يقترضون منه وياخذون منه مايشاؤن، حتى استقال عبد الله بن مسعود وهو المسئول عن بيت المال في الكوفة مثلما استقال عبد الله بن الارقم في المدينة. ولم يكن غريبا بعد ذلك ان يحتاج الجنود إلى المال فلا يجدوه ويضطر الخليفة ليدفع لهم من اموال الصدقة.
واذ اطلق الخليفة يده في الاموال العامة واطلق يد عماله فيها على هذا النحو، لم يكن غريبا ان تمتد هذه الايادي حتى إلى اموال الصدقة؛ حيث ارسل عثمان الحارث بن الحكم لاياخذ الصدقة من قضاعة، فلما جاء بها اعطاها له كلها.
وبعد أن امتدت الايادي إلى الاموال العامة على هذا النحو فليس من الغريب ان يحتاج بيت المال إلى المال ليواجه نفقات الفتوحات وسخاء الخليفة والعمال، فيدعو ذلك إلى التشدد على الناس والعنف في اخذ الخراج والجزية والزكاة. الامر الذي جعل المصريين يشكون من تشدد عبد الله بن ابي سرح.
ولم يقتصر سخاء عثمان على المال فقط بل ذهب إلى السخاء في إعطاء الاراضي الكبيرة لاقاربه من بني امية. وقد تسبب هذا السخاء في تكون ملكيات ضخمة فقد مات عبد الرحمن بن عوف تاركا قطع ذهب كسرت بالفوؤس حتى وجلت ايديهم من تكسيره
فنجد ان مطالب الثوار الذين قدموا إلى عثمان بعدم تقديم اموال الفتوحات إلى للذين حاربوا في تلك الفتوحات وانتقدوا اسرافه في انفاق اموال المسلمين ومقدراتهم.
عبد الله بن سبا

يعتقد اهل السنة ان سبب بداية القلاقل والسخط على حكم عثمان بسبب شخص يدعى عبد الله بن سبأ. ويعرفه اهل السنة على انه من يهود صنعاء ومعروف بإبن السوداء، أظهر الإسلام ووقف موقف العلماء، حاول التأثير في الأعراب والأمصار والذين دانوا حديثاً بالإسلام. جعل يطعن في الخليفة عثمان ويقول أنه عين الولاة لقرابتهم به، وأنه حرق المصاحف. أصبح لعبدالله بن سبأ أتباع. ووصل الأمر إلى الخليفة فجمع أمراء الأمصار في موسم الحج سنة 34 هـ وقد رأى أن يلين لهم ويؤلف قلوبهم.
في ذي الحجة من عام 35 هـ جمع المتمردون أنفسهم من البصرة، والكوفة، ومصر، وبدءوا في التوجه ناحية المدينة المنورة؛ لمطالبة عثمان بالرجوع عن موقفه وعزل بعض الأمراء الفاسدين من بني أمية، وطلبوا مناظرة عثمان رضي الله عنه في ما وصلوا إليه من مطاعن في حقه وأظهروا أنهم أتوا للحج.
وقد قسموا أنفسهم مجموعات :
مجموعة أهل مصر وعليهم الغافقى بن حرب وعبد الله بن سبأ.
مجموعة أهل الكوفة وعليهم عمرو بن الأصم وزيد بن صولجان العبدي.
مجموعة أهل البصرة وعليهم حرقوص بن زهير السعدي وحكيم بن جبلة العبدي.
وواجهوا عثمان إلا أنه قابلهم بالحجج وأوضح لهم موقفه فلم يقتنعوا وتظاهروا بالطاعة والرجوع إلى بلادهم.
بينما يرى الشيعة وبعض المؤرخين والباحثين ان عبد الله بن سبأ هو مجرد شخصية خيالية لاوجود لها على ارض الواقع وليس هناك اي دليل تاريخي يثبتها. وان "مؤامرة عبد الله بن سبأ" مجرد قصة حبكت بشكل فاشل لإعطاء تفسير لحروب الصحابة بعضهم مع بعض.
معارضين

ابو ذر الغفاري
وكان أبو ذر الغفاري من أكبر المعارضيين للسياسة المالية فكان يرى عطايا عثمان لمروان بن الحكم واخاه حارث فينكر ذلك ويستنكره، وكان يتلو قول الله عز وجل: "والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقوها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم" وقد شكا مروان بن الحكم إلى عثمان من قول أبو ذر، فارسل عثمان اليه من ينهاه فقال أبو ذر:"أينهاني عثمان عن قراءه كتاب الله؟" ولم يتوقف أبو ذر حتى الح في نقده واستنكاره لهذه السياسات حتى امره عثمان بالخروج من المدينة والذهاب إلى معاوية في الشام.
وعند وصوله الشام صار ينتقد معاوية اشد الانتقاد لجمعه المال وبناء القصور الفارهة فانتقده بشكل كبير لبناء قصر الخضراء وقال:"ان كنت بنيتها من مال المسلمين فهي الخيانة، وان كنت بنيتها من مالك فهذا اسراف" وكان يقول: "ويل للاغنياء من الفقراء" حتى أصبح الناس يسمعون له ويتجمعون حوله، فخاف معاوية من أن ينقلب اهل الشام عليه فكتب إلى عثمان يشكو له أبو ذر، فامر عثمان بان يجلبوا له أبو ذر إلى المدينة، فلما بلغ المدينة أصبح يقول" وبشر الاغنياء بمكاو من نار تكوي بها جباههم وجنوبهم وظهورهم. وحتى أصبح يطعن بعثمان حتى ضاق به عثمان فنفاه خارج المدينة إلى الربذة فمات هناك غريبا وحيدا حتى عجزت زوجته عن دفنه لولا مرور حجاج من اهل العراق بالصدفة.
عمار بن ياسر
وكان أحد اشد المعارضين لعثمان وكان ينكر عليه تولية اقاربه وسياسته المالية، ففي أحد الحوادث اخذ عثمان من بيت المال واعطى لاقاربه، فغضب الناس لذلك ولاموا عثمان حتى اغضبوه، فخرج يخطب بالناس متحديا:"لناخذن حاجتنا من هذا الفيء وان رغمت انوف اقوام" فقال له علي"اذن تمنع ويحال بينك وبينه" وقال عمار: "اشهد الله ان انفي اول راغم لذلك" فرد عثمان على عمار ردا قويا وامر به فضربوه حتى اغمي عليه فاخرجوه محمولا إلى بيت ام المؤمنين ام سلمة، وظل مغشيا عليه طول النهار فافتته الظهر والعصر والمغرب. فلما افاق توضا وصلى، وقال الحمد لله ليست هذه أول مرة اوذينا فيها في الله.
واشترك عمار مع جماعة من اصحاب النبي في كتابة كتاب يلومون فيه عثمان، وكان عمار هو من تجرا على حمله والذهاب به إلى عثمان. فقرا عثمان جزءا منه، فشتم عمار وامر به فضربوه حتى اصيب بفتق وكان شيخا كبيرا
وعندما مات أبو ذر منفيا في الصحراء حزن عليه عمار وأصبح يلوم عثمان، فغضب عثمان وامر بنفيه إلى الربذة كما نفي أبو ذر. فغضب لذلك علي بن ابي طالب فاقبل على عثمان ولامه بنفي أبو ذر وطلب منه ان يترك عمار ويتراجع عن قراره. حتى تشاجرا وكاد ينفيه هو أيضا قائلا له :ماانت بأفضل من عمار وماانت اقل استحقاق للنفي منه" وبعد وساطة المهاجرين ووجهاء المدينة تراجع عن قرار النفي بخصوص عمار وعلي.
طلحة بن عبيد الله
كان طلحة أحد اغنياء المدينة ومن أكبر اعلامها. اختاره عمر ليكون أحد اعضاء المجلس الذي اختاره لينصب الخليفة من بعده. الا انه لم يشارك في اختيار الخليفة، حيث كان مسافرا خارج المدينة عندما توفي عمر فارسلوا له يستعجلوه فاقبل إلى المدينة مسرعا ولكن كانت بيعة عثمان قد تمت. وقد اغضبه ذلك فجلس في داره ولم يبايع عثمان.
الآن مساعي عبد الرحمن بن عوف وعتمان نفسه قد انتهت بقبول طلحة ومبايعته لعثمان بالخلافة. وكانت هناك علاقات تجارية تربط الطرفين لذا فان الامور استقامت بينهما سريعا. ولكن عندما بدات المعارضة بالاشتداد كان طلحة من المسرعين إليها، ومن المنتقدين لسياسة الحكومة فلما اشتدت الامور على عثمان كان طلحة أحد المشاركين في حصار بيته
مقتل عثمان

وكانت المعارضة تشتد في الولايات وتصل اصداؤها إلى المدينة، وتشتد في المدينة فيصل اصداؤها إلى الولايات البعيدة فتزداد جرئة، حتى كتب اصحاب الرسول المقيمين في المدينة إلى اصحابهم خارج المدينة بالقدوم إليها لتصحيح مااعوج من امور الحلافة. فتكاثر الناس واجتمعوا في المدينة سنة 34 هـ، ولاموا عثمان على سياسته ثم كلفوا الامام علي بن ابي طالب ان يدخل على عثمان فيكلمه[29]. فدخل عليه وقال له بعد أن مدحه كلاما منه: "تعلم يا عثمان أن أفضل عباد الله عند الله إمام عادل، هُدي وهَدى، فأقام سنة معلومة، وأمات بدعة متروكة، فوالله إنَّ كُلّاً لبَيِّن، وإن السنن لقائمة لها أعلام، وإن البدع لقائمة لها أعلام، وان شر الناس عند الله امام جائر، ضَلَّ وضُلَّ به فأمات سنة معلومة، وأحيا بدعةً متروكة".
خطب بعد هذه المقابلة عثمان في الناس ينذرهم ويحذرهم ثم ذهب إلى بعض من اللين ولكنه بقى على موقفه. ارسل بعدها عثمان يطلب قدوم معاوية وعبد الله بن ابي سرح وعبد الله بن عامر وسعيد ين العاص إلى المدينة للاجتماع بهم.
فاستشارهم عثمان عند قدومهم في كيفية التعامل مع المعارضة فاشار له معاوية بان يترك التعامل مع المعارضة على عاتق العمال (حكام الأقاليم) واشار له سعيد بقتل قادة المعارضة واشار له عبد الله بن ابي سرح بان يرشوهم من المال ليسكتوا، واشار اليه عبد الله بن عامر ان يشغل المسلمين في الحرب والفتوحات الإسلامية. فعمل عثمان براي عبد الله بن عامر.
وماان دخل عام 35 هـ ثار اهل الكوفة على حاكمهم سعيد (كما ذكرنا) وطلبوا ان يولى عليهم أبو موسى الاشعري. وظهر للناس بان الثورة هي الطريق الوحيد لتنفيذ مطالبهم.
ولم يكن للمصريين حل سوى ان يرسلوا وفدا إلى المدينة يطلبون فيه من عثمان كف عماله عن عن التسلط على رقاب المسلمين ومقدارتهم. فخرجوا ب 35 وفدا ضخما في رجب من عام 35 هـ يظهرون انهم يريدون العمرة. فارسل لهم عثمان جماعة من المهاجرين والانصار على راسهم علي بين ابي طالب ومحمد بن مسلمة الانصاري ليلتقوا بهم في قرية خارج المدينة. فخرج لهم علي ومن معه فوعدهم على لسان عثمان ان ينفذ مطالبهم، وقدم وفد منهم إلى عثمان في داخل المدينة فخطب بهم واثنى عليهم واعطى التوبة واستغفر الله، وبكى وبكى الناس ورضوا بما قطعه عثمان على نفسه من عهود. وغادر وفد المصريين المدينة عائدين إلى ديارهم.
وماان عادت وفود المصريين إلى مصر حتى تلقاهم عبد الله بن ابي سرح بعد أن عرف بامرهم، فضرب رجلا منهم فقتله (كمأقدمنا) ومرت الايام بدون أن يعزل عبد الله بن ابي سرح فتواعد المصريين مع اهل الكوفة والبصرة للقدوم إلى المدينة بعد أن استياسوا من وفاء الخليفة بعهوده. فترحكوا في شوال من نفس السنة صوب المدينة. وماان وصلت وفود المعارضين إلى ضواحي المدينة، يطلب عثمان من علي ان يخرج لهم فابى، وابى كذلك محمد بن مسلمة وقال: لا اكذب الله في السنة مرتين.
وانتهى الأمر بعزل ابن أبي سرح، وتولية محمد بن أبي بكر، فأرسله إلى مصر، ومعه جمع من الصحابة، وعندما كان محمد بن ابي بكر ومن معه في الطريق إلى مصر. فازعجهم رجل يركب بعيرا فاوقفوه بعد أن شكوا فيه، وظهر انه مبعوث من عثمان إلى والي مصر ويحمل معه كتابا له، ففتحوا الكتاب المختوم وفي الكتاب امرا من الخليفة إلى عبد الله بن ابي سرح يدعوه فيه إلى قتل المعارضين الذين قدموا إلى المدينة
فارسل المصريين إلى اهل العراق الذين تفرقوا عنهم يرجعوهم إلى المدينة ودخلوا المدينة بسرعة حتى فاجئوا من فيها، فذهبوا إلى عثمان وقالوا له: هل هذا غلامك (يقصدون حامل الكتاب)؟ فقال: نعم انه غلامي انطلق بغير علمي. قالوا: هل هذا جملك؟ قال: أخذه من الدار بغير أمري. قالوا: هل هذا خاتمك؟ قفال: نقش عليه. فقالوا له ان لم تكتب انت الكتاب فسلمنا من كتبه
وهنا ارتفعت مطالب المعارضين الذين تحولوا إلى ثوار فطالبوا بان يعزل عثمان نفسه وان يولي كبار صحابة المسلمين خليفة جديد بدلا عنه. فرفض عثمان ذلك، وماكان من الثوار الا الاعتصام في المدينة حتى تنفذ مطالبهم، وكانوا خلال ذلك لايضايقون عثمان وكانوا يصلون وراءه.
حتى كتب عثمان إلى عماله كتابا يدعوهم فيه إلى إرسال مقاتلين حتى ينصروه على الثوار، فعلم الثوار بامر الكتاب فيبدا الحصار وتتغير معه سيرتهم مع عثمان. فخرج عثمان على المنبر يلعن الثوار فتشاجر القوم بالايدي حتى ضرب عثمان فسقط مغشيا عليه وحمل إلى بيته، وضرب الثوار حصارا على بيته ومنعوه من الخروج منه.
ثم اخذت الامور تصل إلى حدتها بالتازم عندما قتل أحد الثوار وهو نيار بن عياض الاسلمي عندما رمي أحد المحاصرين في دار عثمان سهما نحوه. فقالوا لعثمان عند ذلك: إدفع إلينا قاتل نيار بن عياض فلنقتله به، فقال: لم أكن لأقتل رجلا نصرني وأنتم تريدون قتلي. حتى بلغ الامر ذروته فاقتحم الثائرون الدار وتشابكوا مع اهله فاصابوا عبد الله بن الزبير بجراحات كثيرة وصرع مروان بن الحكم حتى اعتقدوا انه مات ودخلوا إلى عثمان فقتلوه. في يوم الجمعة 18 من ذى الحجة سنة 35 هـ، ودفن بـالبقيع.
الفتنة الكبرى

بويع علي بن أبي طالب للخلافة بالمدينة المنورة في اليوم التالي لمقتل عثمان فبايعه أغلب من كان في المدينة من الصحابة والتابعين. يروى إنه كان كارها للخلافة في البداية واقترح أن يكون وزيرا أو مستشارا إلا أن بعض الصحابة حاولوا إقناعه. انتقل على إلى الكوفة ونقل عاصمة الخلافة إلى هناك.
رأى علي تأجيل تنفيذ القصاص حتى تستقر الأمور في المدينة، وكان كثير من الصحابة مع علي في رأيه، ولكن كان هناك مجموعتان يرون رأيًا مخالفًا؛ فكانوا يرون وجوب القصاص الفوري من قتلة عثمان،
الفريق الأول: يضم السيدة عائشة، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام
الفريق الثاني : يضم معاوية بن أبي سفيان والي الشام من قِبَل عثمان، والذي يعتبر نفسه ولي دمه؛ لأنه من بني أمية مثله.
موقعة الجمل
 مقال تفصيلي :موقعة الجمل
في شهر جمادى الآخرة سنة 36 هـ خرج الفريق الذي يضم عائشة والزبير وطلحة إلى البصرة، فقرَّرَ علي بدلاً من المسير إلى أهل الشام أن يتجه إلى البصرة ليردهم إلى المدينة، ولكنَّ الحسن بن علي.
لاحت بشائر الصلح، وذَكَر الزبير بقول النبي صلى الله عليه وسلم : [ لتقاتلنه، وأنت ظالم له..] وتذكر الزبير ذلك وأراد الصلح فلما علم المتأمرون ببوادر الصلح قاموا بالإختلاط بين الناس في المعسكرين، ويهيجوا الناس على القتال قبل أن يصطلحوا.
التحم الجيشان، واشتدت المعركة أمام الجمل الذي عليه هودج عائشة.
انتهى القتال وانتهت الفتنة جزئياً وبقت مشكلة معاوية.
معركة صفين
 مقال تفصيلي :موقعة صفين
في محرم سنة 37 هـ أراد على أن يعزل معاوية من على الشام فخرج إليه بجيشه وبعث إلى معاوية يبين حجته إلا أن هذا لم يجدِ، فدار القتال عند صفين، وقتل عمار بن ياسر على يد جيش معاوية وقد قال له النبي صلى الله عليه وسلم: [ وَيْحَ عَمَّارٍ! تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، يدعوهم إلى الجنة ودعونه إلى النار ] وكاد معاوية أن يهزم فرفع جيشه المصاحف وطلب التحكيم.
شعر على أنها خديعة إلا أن الصحابة أصروا على قبول التحكيم فقبل به.
التحكيم
اجتمع الحكمان في دومة الجندل، كان عمرو بن العاص المفاوض من قبل جيش معاوية بن أبي سفيان، وكان أبو موسى الأشعري المفاوض من قبل جيش علي بن أبي طالب. فكتبت صحيفة التحكيم وتوقف القتال وأذن على رضي الله عنه بالرحيل إلى الكوفة، وتحرك معاوية رضي الله عنه بجيشه نحو الشام.
ظهور الخوارج
انشق مجموعة من جيش على (12000) يرفضون التحكيم من أساسه، مع أنهم هم الذين فرضوه عليه، وكفروا علياً. ناظرهم على وفقهاء الصحابة لكنهم لم يسمعوا لأحد.
في سنة 38 هـ اجتمع الخوارج في مكان يسمى النهروان، قاتلهم على بعد ما فشلت معهم الحجة فقتل منهم الكثير وفر منه طائفة وانقسموا بعد ذلك إلى 20 فرقة.
في سنة 39 هـ تصالح على ومعاوية على وقف القتال على أن يكون معاوية على الشام لا يتدخل فيها أمير المؤمنين.
في سنة 40 هـ رصد الخوارج ثلاثة منهم ليقتلوا معاوية وعلياً وعمرو بن العاص بيد أنهم لم ينجحوا إلا في مقتل الإمام رضي الله عنه وأرضاه.
مقتل الإمام
في 16 رمضان سنة 40 هـ تربص اثنان من الخوارج بعلى رضي الله عنه عند خروجه كعادته ليوقظ الناس قبيل صلاة الفجر للصلاة، فقتلوه عند بابا المسجد فصاح قائلاً : ( فزت ورب الكعبة) .

المصادر

^ الفتنة الكبرى\عثمان\\طه حسين\\ص 73
^ تاريخ الطبري--الجزء الرابع--ص 244
^ تاريخ الطبري--ج 4 ص 252
^ تفسير الطبري
^ نساب الأشراف للبلاذري\\الجزء السادس\\امر الوليد بن عقبه ص 139
^ نساب الاشراف للبلاذري\\الجزء السادس\\امر الوليد بن عقبه ص 143
^ الاغاني لابو فرج الاصفهاني ج4 /ص 178

^ ومروج الذهب ج1 / ص435